الواقع الرقمي بين حتمية التعايش وخطر التهديد

شهد العالم في السنوات الأخيرة ضجة تكنولوجية كبيرة ، حيث أصبح العالم الرقمي واقعا تعتمد عليه الدول المتقدمة على نطاق واسع ، فيما تحاول الدول النامية جاهدة مواكبة هذا التطور نظر ا إلى دوره الجوهري في تحقيق التنمية والتطور وفي كتاب خدعة التكنولوجيا الصادر في مطلع القرن العشرين ، توصل المفكر الفرنسي جاك إلول إلى فكرة أن التكنولوجيا ليست محايدة ثقافيا ، وقد استمر البحث في تأثيرات التطورات التكنولوجية على الفكر والإنسان فقدمت الكاتبة البريطانية سوزان غرينفيلد في كتابها “العقل “تناولت طرحا جديدا حول آثار العالم الرقمي على الإنسان ، وفي السياق نفسه أثيرت نقاشات متوسعة حول موضوع التقنيات الرقمية فتولد حولها جدال خلافي بين المدافعين عنها ،ومن يرفضونها بسبب ما قد تحمله من سلبيات أحيانا ، بينما من جهة أخرى يرى الباحث الأكاديمي و أستاذ اللسانيات الحاسوبية في الجامعة اللبنانية البروفيسور غسان مراد ، أن العالم الرقمي واقع لا مفر منه ويجب التعايش معه بإنسانية عبر إنشاء بنية تحتية تتعامل مع الرقمنة وثقافتها بوصفها تقدم رؤية شاملة للحياة والإنسان هو صاحب السلطة والمحرك الأساسي في هذا العالم بشقيه الرقمي والفعلي ، والتقنيات الرقمية لا تشكل سلطة بذاتها ، بل باستخدامها من قبل الإنسان بطريقة أو بأخرى .
قرمي منيرة